منخفض القطارة .. حقائق واباطيل


يستقطب منخفض القطارة اهتمام اى مصرى بمجرد معرفته بانه موجود فى ىشمال غرب مصر وان مساحته نحو 19.5 مليون كيلو متر مربع ( حوالى 2 فى المائة من مساحة مصر ) وعلى الفور ينشغل بهذا المنخفض , ان بعض الاباطيل ينبغى توضيحها على ضوء تصفحى لمواقع اليكترونية ومدونات عكف اصحابها على دراسة امكانية توصيل ماء نهر النيل الى المنخفض بهدف تحويله الى بحيرة عذبة , وهذا ضلال ومراهقة علمية وافلاس معرفى فيما يتعلق بحقائق عن منخفض القطارة , فثلث مساحته تقريبا تتكون مما اصطلح العلماء على تسميته السبخة , وهى ارض قلوية تتكون من الطفلة والملح , عوضا عن احتواء المنخفض على مناطق تتكون من ركام من الملح الحجرى , ما يعنى ان اى ماء عذب سيصل الى منخفض القطارة سيكون مصيره ان يتحول الى ماء مالح , ولذلك فجميع من فكر فى توصيل ماء نهر النيل الى منخفض القطارة , متهمون بعدم الدقة فى تقصى حقائق منخفض القطارة , بل انهم ذهبوا ابعد من ذلك حيث يطرحون رؤيتهم وكأنها كشف علمى وريادة لم يسبقهم فيها احد , هؤلاء لم يفكروا حتى فى معدل البخر فى حال ايصال ماء نهر النيل اليه , فاذا عرفنا ان اقصى فائض مائى من نهر النيل والذى يتصرف سنويا الى البحر المتوسط يقُدر بحو 7 مليار متر مكعب , وانه موزع على فرعى النيل - دمياط ورشيد - وانه فى حال توصيل ماء نهر النيل من مدينة رشيد - حوالى 4 مليار متر مكعب -  الى منخفض القطارة ( كما يذهب احد المقترحين ) فان جميع هذا الماء سيكون مصيرة التبخر , فقد قدر البروفيسر جون بول منذ ثلاثينيات القرن العشرين , ان معدل البخر من منخفض القطارة يصل لنحو 17 مليار متر مكعب سنويا , ولم يفكر صاحب هذا الاقتراح ايضا فى التكلفة الباهظة لانشاء خط انابيب من مدينة رشيد الى منخفض القطارة , ولم يحدد قطر هذا الانبوب والمادة المستخدمة فى تصنيعة , اننى اعتقد انه اذا اشغل نفسه قليلا بهذه التفاصيل قسوف يتأكد له استحاله تنفيذ مشروعه وانه هو نفسه سيحكم على نفسه بالمراهقة العلمية المبنية على ضلالات

صورة من ألبوم كينيث هولكومب عن منخفض القطارة